الخميس، 12 يناير 2012

بلوشستان : نقطة اللاعودة؟





بقلم: مالك سراج أكبر 
 نُشرَ بتاريخ : 12 يناير 2012



سردار عطاء الله مينغل اول رئيس وزراء لبلوشستان قال مؤخرا وبعد إجتماعه مع رئيس حزب الجماعة الإسلامية في باكستان(ن) نواز شريف قال بأن الأوضاع في بلوشستان وصلت الى "نقطة اللاعودة"  ، مضيفا بانه لا يستطيع السيطرة على الشباب البلوشي المُحبط الذي أُجبر على الذهاب الى الجبال لخوض حرب التحرير. فالبلوش غاضبون من نواز شريف وعمران خان والجماعة الإسلامية ، فهم دائما ما يشتكون ويُنظمون المسيرات ضد السياسات الخارجية الأمريكية أو لدعم فلسطين ولكنهم لا يُنظمون مثل هذه المظاهرات في مُدن كبيره ومهمة كإسلام آباد ولاهور وكراتشي لكي يُنددوا بإنتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها الجيش الباكستاني في بلوشستان.
والبلوش يشعرون بالخيانة من صمت القضاء على عمليات القتل ورمي الجثث الجارية في بلوشستان. وعلى الرغم من كون رئيس القضاء من بلوشستان ، لكن المحكمة عاجزة تماما عن لعب دور نشط لوقف سياسة القتل ورمي الجثث للأبرياء الذين يتم إختطافهم في بلوشستان. فربما يجب على قائد الجيش فتح تحقيق مستقل في حالات الإختفاء القسري ببلوشستان.
ويجب على الحكومة الفيدرالية القيام بخطوات لبناء الثقة في بلوشستان وإعادتها من نقطة اللاعودة. وهذه الخطوات يجب أن تشمل حزم إقتصادية ودستورية ويجب ان تطبق على المدى الطويل.
في على سبيل المثال ، يجب على الحكومة الفيدرالية أن تؤكد بأن لا يتم إعتقال أو قتل أي ناشط سياسي بلوشي ولمدة سنة. قد يبدو هذا صعبا في هذه المرحلة ولكنه مهم جدا للجانبين لكي يثبتوا التزامهم للوصول الى سلام دائم وفي اطار زمني محدد. وهناك حل آخر من الممكن أن يحل المشكلة نوعا ما وهو قيام الجيش بإنهاء جميع عملياته من جانب واحد في الإقليم.
وهناك بعض المسؤوليات تقع على القوميين البلوش ، وهي أن يبقوا مطمئنين بأن لديهم قضية حقيقة ومقنعه الا وهي إنهم مضطهدون وبالتالي لا يجب عليهم تضخيم هذه المظالم والتي من الممكن أن تُعيق حل الخلافات السياسية بالطرق السلمية. وبهذه الطريقة يستطيع البلوش أن يقدموا قضيتهم وبحُجَج قوية أمام المحافل الدولية ودون اللجوء الى قتل المستوطنين البنجابيين العُزّل ، فعمليات القتل هذه قوضت وبدرجة كبيرة من شرعية نضالهم ولكن الكثير من النشطاء السياسيين البلوش يُبررون عمليات القتل هذه ويصفونها بانها ردة فعل طبيعية لوحشية الجيش ضد البلوش. هذه العمليات ضد البنجابيين يمكن أن تكون بمثابة حافز لحشد الدعم من النشطاء السياسيين ولكنها لا يمكن أنت تخدم مصلحة طويلة الأجل لأي حركة سياسية. فالحركة الوطنية تحتاج لتطوير الكثير من الاُسس الفلسفية والعقائدية.
فالبلوش لديهم مفهوم قديم يعود لعدة قرون وهو مفهوم لا يتجزأ من ثقافتهم ، الا وهو مفهوم " باهوت" أي الحماية والتي بموجبها يجب حماية المستوطن او الشخص الخارجي الذي يأتي للمناطق البلوشية. فعلى مر التاريخ البلوشي لم نرى مثل هذه الهجمات على المستوطنين مثل ما شهدناها بعد مقتل النواب أكبر بجتي ، فهذه الإعتداءات تتناقض وبوضوح مع مفهوم "بلوشّيات" التي تعني حسن سلوك البلوش. وهي أيضا تُنفّر أنصار بلوشستان الذين يعيشون خارج بلوشستان وخارج البلاد ، فهل سيقف القادة البلوش الحقيقيين ويقدومون الإعتذار لعائلات المستوطنين البنجابيين الذين قُتلوا ظُلما؟
فاليوم إنتقاد بعض القادة البلوش يعتبر خطئاً وهذا يُغلق الأبواب لأية أفكار معارضة والشاب البلوشي يؤمن بقائده وكأنه لا يخطئ. ومع ذلك وفي رأي فإن على القادة البلوش تقديم خارطة طريق للشباب البلوشي ولأتباعهم للوصول الى الحكم الذاتي أو الى بلوشستان مستقلة. وحين يكون الزعماء لديهم افكار متطرفة وليست رؤية واضحة للوصول لأهدافهم فإنه يؤدي بهم الحال الى مقتل أتباعهم أو إعتقالهم.
وفي الأخير ، فالبلوش ولكي يستمروا بإلتزاماتهم تجاه قضيتهم ، يجب أن يكونوا واضحين لأي شئ يقاتلون بدلا من القتال بدون التقدم شبرا تجاه أهدافهم المنشودة.


ترجمة : RedEyeS_BaLocH
عضو في فريق التحرير بمدونة أخبار البلوش وبلوشستان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق