الأحد، 15 يناير 2012

قمبر شاكر : رجلٌ وأسطورة

قمبر شاكر في سن المُراهقة

مولده:
في شاهي تمب وهي بلدة نائية في مقاطعة كيتش (تُربت) ، عم الفرح والسرور بيت شاكر بمولد إبنه الأول قمبر ، وكان هذا الصبي اليافع ليُصبح زعيماً ملهما للشعب البلوشي بعد دخوله سن المراهقة بوقت قصير ، ولكن قوى الظلام ابت ذلك وخطفت هذا المصباح المنير من الشعب البلوشي وغيبته في ظلمات السجون وعذبته ومن ثم قتلته ورمت جثته على جانب الطريق. لقد كان قصة من الفرح ، فحين ولد ، عم الفرح والسرور ليس بأسرته فقط وإنما عمت الفرحه البلدة كلها وكان الكل مسروراً بمولده ، وحينما قتل ، بكت بلوشستان كلها على فقدانه ، لقد كان اغنية ممزوجة بالفرح والحزن.
أكمل تعليمه الإبتدائي في نفس البلدة ومن ثم قُبل بكلية تُربت الحكومية ، وبعدها إنتقل الى كويتا ليكمل تعليمه الجامعي وذلك بسبب عدم توفر جامعة بمنطقة تُربت. وعلى الرغم من سياسية إقصاء البلوش وعدم قُبولهم في الجامعات ولكن بعد تنافس شديد تم قُبوله في جامعة بلوشستان المرموقة في تقنية المعلومات والعلوم الإدارية كطالب بكالوريس في الإقتصاد. وخلال السنة والنصف التي قضاها في الجامعة بكويتا ، ظهر قمبر كرمز للنضال من أجل حقوق الإنسان وفُرص تعليمية متكافئة للجميع وحقوق البلوش الوطنية.
  
أسرته البلوشية في الجامعة:
لقد كان يوما عاديا جدا وكنت أجهل بأني سألتقي رجلا استثنائيا في هذا اليوم العادي ، وكالعادة كنت مسرعا نحو محاضرتي لأني كنت متأخراً ، سمعت شخصا ينادي "قمبر...قمبر" وإستجابة لذلك النداء التفتُ ونظرت الى يميني الى زاوية بهو المبنى ، لكن النداء كان لشخص آخر مختلف عني في بنيته الجسمانية فهو رجل نحيف مع إبتسامة بريئة ويحمل بين يديه كتبه الدراسية ، وكذلك يحمل كتباً لا تُدرس بجامعة كويتا وغالبا ما تجدها عند الطلبة المهتمين بالسياسة ، فهي كتب تتعلق بالسياسة والتاريخ والفلسفة والأيدولوجيا ، فقد كان النداء لقمبر شاكر.
 ونظرنا لبعضنا  فإبتسمنا ومن ثم أكملت طريقي لأحضر محاضرتي ، الإنطباع الأول الذي تركه بعدما رأيته ، ولدت لدي الرغبة بأن التقي به شخصيا. وشكرا لجامعة بلوشستان لتكنولوجيا المعلومات والعلوم الإدارية لأني التقيت به وأصبحنا افضل صديقين.
سياسة قبول الطلبة بجامعة بلوشستان تنص على " إن تسجيل الطلبة وقبولهم بجامعة بلوشستان لتكنولوجيا المعلومات والعلوم الإدارية على أساس الجدارة والفرص متاحة للجميع في التسجيل فيها دون النظر الى عرقه او لونه أو ديانته بشرط أن يكون المتقدم مستوفياً لجميع شروط التسجيل بالجامعه. ومع ان الجامعه تابعة للقطاع الحكومي وليست جامعه خاصة ، الا انها تلبي احتياجات خاصة لإقليم بلوشستان بحكم موقعها."
ولكن هذه السياسة لم تطبق أبدا وإنما هذا البيان يستخدم للتستر على التمييز العرقي والظلم الحاصل بحق البلوش والتفاصيل على أرض الواقع تثبت ذلك. فمنذ ولادة هذه الجامعة فهي توفر المقاعد لكل باكستان وعلى اساس الجدارة والتسجيل مفتوح للكل ، وكان أكبر المستفيدين من ذلك الطلاب الغير البلوش القادمين من البنجاب و خيبر بختونخوا والمستوطنين في كويتا وذلك لأنهم يستطيعون الدراسة في أفضل المدارس والكليات الخاصة المجهزة بأفضل التكنولوجيا والمختبرات والحواسيب ، ومن البديهي إنهم ينجحون في إختبارات القبول في الجامعه ويتفوقوا على الطلبة البلوش القادمين من مناطق نائية حيث لا تتوفر أي مقومات للتعليم ولا توجد مدرسة نستطيع أن نسميها مدرسة بمعنى الكلمة لأن الحكومة لا تهتم بهذه المناطق ، والطلبة البلوش القادمين من هناك لا يجيدون لغة الأردو بطلاقة ولا يجيدون استخدام الحاسوب.
وفي خريف 2007  ، قرر مجلس الشيوخ بالجامعه بان تمنح 70% من المقاعد لبلوشستان و30% الباقية يكون التسجيل فيها مفتوحا لكافة مناطق باكستان ، وبمعنى آخر بأنه نسبة المقاعد الممنوحة لكويتا زادت مقارنة مع كل باكستان بحيث تكون الفرصة للنخبة من مدينة كويتا التي يشكل البلوش فيها أقلية.
نحو 3000 طالب وطالبة التحقوا بالجامعه بينهم 300 بلوشي ، تغيرت الأرقام من 3000 الى 4000 وازداد عدد البلوش قليلا واصبحوا بين 400 الى 470 حتى الآن ومتوزعين بين خمس كليات هي: تكنولوجيا المعلومات والإتصالات ، الهندسة ، العلوم الإدارية ،علوم الحياة ، الفنون والعلوم الأساسية.
إستناداً الى سياسة القبول الجديدة ، تم وضع نتائج القبول لربيع 2008 على لوحة الإعلانات ، ذهبت مع أصدقائي ووقفت جنبا الى جنب معهم لرؤية النتائج ورغم شعورنا بالقلق ولكننا كنا نتوقع بان يتم قبول عدد كبير من البلوش في جامعتنا. ومن أصل 600 بلوشي تقدموا تم قبول 56 فقط ويشكلون نسبة 9% من طلبة الجامعة ، و62% من المقاعد ذهبت للنخبة من كويتا وأما 29% الباقية فهي من نصيب طلبة المحافظات الأخرى. إنتابنا غضبٌ شديد ولكن تراجعنا للخلف وذهبنا بإتجاه المطعم وشربنا الشاي وكنا جالسين عاجزين وجدُ حزينين على سياسة القبول المنحازة ضد البلوش. وبعد شرب الشاي بدا قمبر مالك بالحديث " إنهم (أي الحكومة) وحاكم بلوشستان أويس أحمد غني والرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي يزور بلوشستان بإستمرار ويوعد بوعودٍ برّاقة ببناء بلوشستان وتطويرها ببعض المشروعات العملاقة كميناء جوادر العميق بالإضافة الى مؤسسة تُعنى بتجهيز وتدريب الشباب البلوشي للعمل في هذا الميناء وعدم الإعتماد على العمالة الوافدة من خارج الإقليم وذلك لتوفير العدالة لسكان الإقليم البلوش. انها وعودٌ كاذبة لم تتحقق أبداً  ، إنها المؤسسة التعليمة العليا وهي بإسمنا بلوشستان ولكننا لا نرى اي مساعدة منهم لكي يستفيد البلوشي من هذه الجامعه ، وعلى العكس من ذلك فإنهم لا يتوانون عن طردنا من الجامعه وبدون أي وجه حق وذلك بسبب سياساتها المنحازة ضد البلوش ، إنهم لا يهتمون اذا ما اتيحت للبلوشي الفرصة لكي يتعلم. ماذا عن محافظ بلوشستان الجديد وماذا عن الأعضاء الجدد المنتخبون في البرلمان لماذا هم صامتون؟"
فأجبناه " نعم نتفق معك ولكن ربما علينا إظهار هذه المسألة للعلن وأن نفضح هذه السياسة المنحازة ضد البلوش ، فرغم كل شي هم بلوش وهم على دراية بالوضع الإقتصادي والإجتماعي والسياسي لشعبهم ، عندما يدّعون بأنهم سوف يحلون قضية بلوشستان فإنهم على الأرجح سيستطيعون حل مسألة بسيطة كهذه".
كلها كانت اسئلة بحاجة لأجوبة ، ولم يكن يهدأ لنا بال فقررنا أن نفعل شيئا إن لم يكن لأنفسنا فعلى الأقل للطلاب البلوش الآخرين الذين يحلمون بالإلتحاق بجامعة بلوشستان ، ولكننا كنا نشعر بالقليل من الخوف بأن يتم طردنا من الجامعة ولكن رغم ذلك الخوف الا اننا بدأنا بزيارة الطلبة في سكن الجامعة وأيضا طلبة الكلية الذين يسكنون خارج الجامعة ، وناقشنا هذا الأمر معهم ولكي نعمل شئ ضد هذه الإنحيازية ضد البلوش وضد حرمان البلوش من التعليم العالي.
البلوش بالجامعة أقلية ، ولكن كنا حوالي 15 الى 20 طالبا وشكلنا مجموعه متحدة لها أهداف نبيلة تتمثل بمساعدة كل طالب بلوشي جديد لكي يتكيف مع نظام الجامعه بالإضافة الى مساعدة الطلبة القدامى والذين يدرسون بالجامعه وكنا نساعدهم في أي مشكلة تواجههم أو أي عمل إدراي.
فالطلبة البلوش كانوا كعائلة واحدة ، بمشاعر قوية من الحب والإحترام المتبادل والأخوة والحرص على مساعدة بعضهم البعض في الشؤون الإدارية بالجامعة فضلا عن المسائل الشخصية. الشي السلبي الوحيد(كان يعتبر ايجابيا في بعض الأحيان) كان يتمثل في إتخاذ قرارات حكيمة وجريئة ، فقد كان الطلاب من مناطق مختلفة من بلوشستان ومن قبائل مختلفة وأيضا كان الطلاب ينقسمون الى مجموعات مختلفة حسب قدمهم في الجامعه ، ولذلك ومن أجل الحصول على دعم جميع الطلبة في قرارٍ ما كان يجب إقناع الطلاب القدامى والذين بدورهم يقنعون جميع الطلاب الجدد.
وعلى الرغم ان الأمر لم يرق للبعض فإننا إنتظرنا اللحظة المناسبة للبدْ في التحدي والحصول على الدعم ، وكانت البداية حين أيد أربعة من الطلاب القدامى أفكارنا على تحدي هذا النظام المنحاز وجعل القبول مفتوحا لجميع طلبة بلوشستان والطلبة هم مختار بلوش ، عمران بلوش ، خورشيد بلوش ورياض بلوش.
ودعمهم لأفكارنا كان مفيدا جدا حيث أدى هذا الى الحصول على المزيد من الدعم من بقية الطلبة.  وإنطلاقا من هذه الأفكار قررنا الإجتماع في النزل لوضع خطة مناسبة لكيفية تحقيق أهدافنا ، بوجود قلة من الطلاب البلوش والطلاب القدامى الأربعة عقدنا الإجتماع وكانت نتيجة هذا الإجتماع بأن يتم توكيل قمبر مالك بالإشراف على دعوة الطلبة البلوش وتجميع أكبر عدد منهم لكي نتناقش بهذه الأفكار ونتبادل الآراء حولها.


عضو جديد في العائلة البلوشية في الجامعة:

"أنا أتفق وأقدر أخواني الطلبة البلوش الذين يدركون أهمية الحصول على كل حقوق التعليم ولهذا عقدنا هذا الإجتماع ، ولا أتعجب من إننا بقينا محرومين عمدا من كل هذه الفرص فلأعراق الأخرى في باكستان لديها مفهوم آخر عن مفهومنا للحقوق ، ونحن نسعى الى الحصول على هذا الحق الأساسي لوجودنا كبشر ونحن نطالب بالتعليم ، والذي قد اتقنته الأعراق الأخرى وتفننت فيه".
لقد كان هذا خطابا القاه قمبر شاكر بيننا ، لقد كان متواضعا ومهذبا جدا في اسلوبه وكان مقنعا في كلامه ، وبهذا الخطاب الذي القاه لفت انتباه الجميع اليه ، نعم إنه كان واحدا من القادة إن لم يكن هو القائد بالفعل ولقد أعجبنا جميعا بالطريقة التي تحدث فيها وأوصل الرسالة بالطريقة المثلى.
وحيت أنتهت الجلسة وبدأ الطلاب بالمغادرة ، قال مختار بلوش " إنه (يقصد قمبر شاكر) رجل كبير ومُنظمٌ جدا وحياته مكرسة للقضية البلوشية ، أنا اعرفه ولقد التقيت به حين كنت في تربت ، لقد أحدث تغييرا كبيرا بين الطلاب في تربت من خلال خطاباته ودعواته وتطلعاته القومية".
فالطلبة البلوش شكلوا فرعا لمنظمة الطلبة البلوش-آزاد(BSO) في جامعة بلوشستان لتقنية المعلومات والعلوم الإدارية والتي عملت خصيصا لتلبية إحتياجات الطلاب البلوش فيها وايضا عمل الملصقات والإعلانات المتعقلة بالطلبة البلوش فيها وفي جامعة بلوشستان وفي جامعة المرأة ، بحيث يتم توزيع الإعلانات والملصقات في كويتا وفي باقي أنحاء بلوشستان لنشر الوعي عن أهمية التعليم العالي بين الطلاب البلوش وتشجيعهم على مواصلة دراستهم. ولكن هذه الحملة تجنبت المواجهة مع باقي التنظيمات الطلابية التي تعمل خارج الجامعة ولكي تكسب المزيد من الدعم ومن كافة القوى والاحزاب السياسية ، وقرر جميع الطلبة الحاضرين أن يعملوا حملة طلابية بإسم لجنة عمل الطلاب البلوش للمطالبة بإعادة النظر في سياسة القبول بجامعة بلوشستان لتقنية المعلومات والعلوم الإدارية وأن يكون التسجيل والقبول مفتوحا لجميع الطلبة ومن مختلف مناطق بلوشستان وأن يتم تمثيل كل المناطق تمثيلا عادلا.
قمبر شاكر سرعان ما اصبح صديقا لنا لأن أهدافنا كانت واحدة وهي تحريض الطلبة البلوش للمطالبة بالحصول على حقوقهم ومساعدتهم في التعليم التقني لكي يستطيعوا ان يلعبوا دورا حيويا في التنمية السياسية والإقتصادية والإجتماعية لشعب بلوشستان. قمبر شاكر بنفسه قدم من منطقة نائية من بلوشتان فهو يعرف تماما المشاكل التي تواجه الطلبة البلوش ومدى الإكتئاب الذي يحصل للطلبة لأنهم محرومون من الدراسة في الجامعه ، ولهذا السبب إجتمعنا نحن العائلة البلوشية في جامعة بلوشستان لكي نعمل على إيقاف هذا الحرمان من العلم الذي فرض على البلوش. وقد بدأت حملتنا بمؤتمر صحفي ومن ثم عملنا مظاهرة إحتجاجية ومن بعدها بدأنا بمسيرة أمام البرلمان في اليوم الذي الذي أصبح فيه أسلم رئيساني رئيسا للوزراء في بلوشستان وبهذه الكيفية استمرينا.
وقبل أن نخرج في مظاهرات الإحتجاج بدأنا بصياغة مشروع مطالبنا مع الأخذ بعين الإعتبار التخلف والحرمان وقلة فرص التعليم مقارنة مع الأقاليم الاخرى ، وجمع المعلومات حول سياسات القبول في الجامعات الأخرى في بلوشستان وغيرها من أقاليم باكستان حيث ان نظام التسجيل هناك مفتوح للكل ومطبق بطريقة مباشرة لكل المقاطعات.
عمران بلوش ساعدنا على جمع المعلومات واستكمال مشروع المطالب ليتم توزيعها بين ممثلي مختلف الأحزاب السياسية ورئيس الوزراء وحاكم بلوشستان ورئيس هيئة التعليم العالي ومختلف وسائل الإعلام حتى يلعبوا دورهم الطبيعي وان لم يفعلوا ذلك فسنذهب للإحتجاج.
ومن المهم ان اذكر بأن قمبر شاكر وطارق بلوش فقط كانت لديهم خلفية سياسية قوية من بيننا جميعا وكانت لديهم دراية تامة بكيفية تنظيم المظاهرات والمسيرات وكما كان قمبر شاكر هو من يزودنا بتفاصيل الاتصال بمختلف الاحزاب السياسية لكسب دعمهم وكان خطيبا بارعا ومقنعا ولهذا فقد كان هو من يتكلم لوسائل الإعلام المختلفة نيابة عن لجنة عمل الطلاب البلوش. مؤتمرنا الصحفي أجبر الإدارة على إستدعاء خورشيد بلوش وقمبر مالك لكي يوضحوا موقفنا ولقد تعرضوا لضغوط لكي نوقف هذه الحملة وإن لم نفعل ذلك فإن إجراءات تأديبية ستتخذ ضدنا وضد كل من يساند هذه الحملة ، ولكنهم اذا أرادو أن يعاقبونا فيجب عليهم معاقبة السيد فاروق أحمد بازاي نائب المستشار للجامعة لإنه لا يملك شهادة الدكتوراه الذي يجب أن تتوافر في من يكون في مثل هذا المنصب. لقد كنا نملك دعم كل الطلبة البلوش في الجامعة وأيضا الطلاب البشتون من مناطق زيارت وقلعة سيف الله وموسى خيل لأنهم أيضا كانوا يعانون من نفس هذه السياسة الظالمة وكذلك إنضم طلاب من ديرا غازي خان والبنجاب لهذه الحملة. وقد إستمرت إحتجاجاتنا لمدة أربعة أشهر وإجتمعنا مع رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم ووزير تقنية المعلومات مرتين وايضا وفرنا لهم نُسخ من مشروعنا ومطالبنا وأكدوا لنا بإنهم سوف يردون علينا ولكن لم يأتي الرد أبدا. وبناءاً على طلب رئيس الوزراء قام المرحوم وزير التربية شفيق أحمد خان بعمل نسخة رسمية من مطالبنا وقد طُلب منا أن نأخذ هذه الاوراق من مكتب سكرتير التربية والتعليم وذهبنا جميعا للمكتب لأخذ الاوراق وبالصدفة ان رئيس المكتب كان بلوشياً وأشار الينا قائلا يجب أن تهتموا بدراستكم بدلا من هذه المظاهرات فأجبناه " كم هو محزن أن نسمع هذا من موظف بلوشي وإن أنتم من تملكون هذه المناصب فعلتم شئيا للبلوش وتعليمهم لما إضطررنا للخروج في مثل هذه المظاهرات لحقوقنا التعليمية ولحقوق أبنائكم في المستقبل".
وكما قيل لنا فإننا قمنا بأخذ النسخة الرسمية الى وزيرة تقنية المعلومات السيدة نسرين مغسي لتقدمه بدورها الى البرلمان للمزيد من المناقشة واذا تمت الموافقة عليه فسيأخذ الى حاكم بلوشستان ذوالفقار مغسي والذي يشغل منصب رئيس البرلمان أيضا ، ولكن للأسف تم تجاهل هذه الورقة وانتهى بها المطاف الى سلة المهملات. لقد كان من المقرر أن نبدأ إمتحاناتنا النهائية في 20 يوليو وقد كنا قد دخلنا مرحلة حزن شديد ولكننا كنا ملتزمين بقضيتنا. وبعد مراقبة ردود أفعال نائب المستشار وحاكم بلوشستان ورئيس الوزراء قررنا أن نزيد من تحركاتنا ونزيد من ضغط المظاهرات ، ربما تجعلهم هذه التحركات يتحركون ويفعلون شيئا.
فقد تطوع 23 طالبا للجلوس والإضراب عن الطعام حتى الموت ، ولكنه كان صعبا فإنخض العدد الى ثلاثة فقط ، والثلاثة هم عبدالقيوم بلوش ، خورشيد بلوش وقمبر مالك وقد قرروا بأن يضربوا عن الطعام حتى الموت اذا لم يتسلموا نسخة من مطالبهم وقد وافقت عليها الحكومة. الشخص الوحيد الذي إتفقنا ان يُشرف على هذه الإحتجاجات هو قمبر شاكر ويدعمه في ذلك إعجاز زهري وقد أثبت بأنه أفضل من يستطيع أداء هذا الدور ، وقد كان يقوم تعبئة الطلاب وإخراج المظاهرات على أساس يومي ويذهب الى جميع مكاتب وسائل الإعلام لكي يغطوا الأحداث الجارية والذهاب الى مكاتب الأحزاب لكي نحصل على الدعم من كافة الاحزاب السياسية البلوشية.
وقد بدأ الإضراب بتاريخ 11 يوليو  2008 ، الحزب الجمهوري البلوشي ومنظمة الطلبة البلوش-آزاد بمنطقة كويتا وبرئاسة شاه زيب بلوش كانا من اوائل من أيدوا تحركاتنا وشاركوا بالمظاهرات بشكل فعّال. وفي وقت لاحق إنضمت الكثير من الأحزاب القومية الى مظاهراتنا ، مثل حزب بلوشستان الوطني ،حزب بلوشستان الوطني-عوامي ، الحزب الوطني ، الجبهة الوطنية البلوشية ،منظمة الطلبة البلوش-بجار ،منظمة الطلبة البلوش-محي الدين ، المنظمة الجمهورية للطلبة البلوش ، منظمة الطلبة البلوش-جُلزار والصحفيين البلوش أصبحوا جزءا من هذه الحملة وخاصة مالك سراج أكبر والذي تجاوز عمله كصحفي وشارك في إجتماعاتنا وسلط الضوء كثيرا على مظاهراتنا.
ووصل إضرابنا لليوم السابع ولكن لم يأتي أي مسؤول رسمي لزيارة الطلاب ، وتظاهر الطلاب البلوش في السويد وكراتشي ومختلف مناطق بلوشستان وأضربوا عن الطعام تعاطفا معنا. ومن ثم بعدها قال قمبر شاكر سنذهب اليهم بدلا من أن يأتوا الينا ووفر ثلاث سيارات لنقل المضربين عن الطعام وجلسنا أمام بيت حاكم بلوشستان. وطلب الحاكم مقابلة المضربين عن الطعام  ولكن الطلاب الذين تظاهروا قالوا بأن المفاوضات هذه يجب أن تجري أمام الجميع ، وفي النهاية جاء لمقابلتنا ولكنه رفض مطالبنا وقال بان لجنة تضم جميع الأحزاب السياسية ستجتمع وتناقش هذا الأمر قريبا. ولكن الطلبة البلوش ردوا عليه قائلين بأنهم إن لم يحصلوا على فرصة الدراسة فإنهم لن يسمحوا للآخرين بجني فوائد هذه الدراسة.
وفي 21 يوليو وصل الإضراب ليومه السابع وساءت حالة المضربين ، جاء المتحدث بإسم البرلمان أسلم بوتاني وسردار أسلم بزنجو ووزراء آخرين لمقابلتنا وشكلوا لجنة شارك فيها ممثلون رشحهم الطلاب ووافقوا على تغيير النظام الحالي وتمديد فترة الإختبارات أيضا ، ولهذا تم إيقاف الإضراب عن الطعام ولكن الحملة لم تنتهي.
من الممكن إنهم كانوا صادقين في وعودهم ولكنهم ليسوا من يقررون هذه الأمور ، ولم تتغير الأمور الى يومنا هذا. وبعد إجتماعين مع اللجنة التي شُكلت لمناقشة مطالبنا ، قرروا بأن يتم إحتساب قبول 40% على أساس المقاطعات و60% على أساس الإقليم ككل ولكن لم يتم تنفيذ ذلك الى الآن وإستمر الطلاب في التظاهر.

قمبر شاكر المؤسس:
بالنسبة للبعض إنه كان عضوا في منظمة الطلبة البلوش(آزاد) ولكن بالنسبة لنا فإنه كان المنظمة نفسها.  لقد كان رجلاً واسطورة ، لقد كان مؤسسا. بدء حياته السياسية في سن المراهقة عندما إنضم لمنظمة الطلبة البلوش-المتحدة كنائب رئيس لها بمنطقة تُربت ، وقد كانت مرحلة حاسمة وإضطر لمواجهة الكثير من المشاكل الطلابية المعقدة. فقد كان مخلصا جدا للأيدلوجية البلوشية القومية والمصالح البلوشية. وعندما إنتقل الى كويتا ، الكثير منا لم يكن يعرف عنه شيئا ، حيث إنه كان دائما ما يقوم بالأعمال وينجزها دون أن يهتم لمن يذهب المديح والشكر. لم يعمل أبدا لمصلحته الشخصية أو لإسمه ، فكل ما كان يهتم به هو المصلحة البلوشية القومية والكل يشهد على ذلك عندما كان يناضل للحصول على الحقوق التعليمية والإجتماعية والسياسية للبلوش. والكل كان يعرف مدى براعة قمبر شاكر في إيصال المعلومة وكان متحدثا بارعا وكان لديه الكثير من المعارف في الوسط السياسي والإعلامي. حتى وصل الأمر بالكثيرين من السكان المحليين بأن يسألوه أن ينظم لهم فعالياتهم ، وكعادته ، فقمبر لم يقل "لا" لأحد وكان دوما يساعد الجميع وكلما ذهبنا لمظاهره أو احتفال أو جلسة للبلوش(ديوان) نجده دائما في المقدمة يُنضم كل شئ.
وحتى حين تم إنتخابه مسؤولا عن تنظيم جميع الفعاليات لمنظمة الطلبة البلوش-آزاد بمنطقة شال ، فقد أكد على أن تكون هناك حلقات علم في جميع المؤسسات التعليمية بكويتا. وادركنا بأن الطلبة كانوا يثقون فينا ونحن نثق فيهم ، فقد حان الوقت لتحدي مقولة الطلبة القدامى هم من يجب أن يكونوا في المقدمة ، ويجب منح الفرص لجميع الطلاب لإبداء رأيهم والمشاركة بها في الحملة. ولكن في بادئ الأمر إعترض الكثيرين ولكنهم في النهاية وافقوا وقد لعب قمبر شاكر دورا رئيسيا في إقناع الطلبة القدامى لمنح الفرصة للطلبة المنظمين الجدد وتم سماع آراء الجميع ومن بعدها تم إتخاذ قرار نهائي.
لقد كان المُنظِم بمنطقة كويتا ولكنه دائما ما كان يساعد الطلبة الآخرين في المناطق الأخرى لكي يكونوا منظمين في فعالياتهم وأحيانا كان يساعدهم بماله الخاص في طباعة بعض الملصقات. وكان قمبر يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة ، وإن تواجد أي صحفي أجنبي في المدينة فإن الأحزاب السياسية دائما ما كانت تبحث عنه لكي يخبرهم عن رأي أحزابهم وعن الحركة البلوشية القومية. لقد كان يحظى بإحترام جميع الأحزاب السياسية وإن إختلفوا فيما بينهم ولكن كانوا يحترمون قمبر لمدى وفائه لقضيته.
لقد كان في درجة عالية من التنظيم وكان منظما جدا ويملك كاريزما قيادية ورغم كل ما حصل فقد كان مهتما لدراسته ، لم يحتج لحقوق الطلاب فقط وإنما كان يمثل صوت أمهات وأحباب البلوش المفقودين وكان دائما ما يتظاهر ضد الإختطاف القسري للبلوش ولكن للأسف فقط أصبح هو نفسه جزءا من هذه السياسية حينما تم إختطافه بالعاشر من يوليو بعام 2009 من قبل عناصر الإستخبارات حينما كان في طريقه للإجتماع بنائب المستشار لكي يناقش سياسية التسجيل والقبول بالجامعه.
وفي طريق عودته من الكلية ، قمبر وخمسة من أصدقائه كانوا يركبون سيارة وتم إيقافهم عند نقطة تفتيش تشمن باتيك ،ويقول "شاهد عيان بأنهم كانوا بثمان سيارات (اي العناصر الأمنية) وطلبوا من قمبر من أن يرتجل من السياراة وبالفعل خرج قمبر". ويضيف شاهد عيان آخر " حينما توجه قمبر بإتجاههم رأيتهم يضعون قنبلة يدوية بجيب قمبر ومن بعدها بدأو بالصراخ قائلين "ما هذا يا أيها الارهابي البلوشي يجب أن نعتقلك " وكانوا يؤشرون الى القنبلة اليدوية وبعدها قام أحدهم بصفع قمبر ومن ثم أخذوه بعيدا عنا".
وبما أن خورشيد بلوش ، قمبر مالك و إعجاز زهري والعديد من الطلبة الآخرين تخرجوا من الجامعه ، فقد حمل قمبر شاكر وآخرون على عاتقهم هذه الحملة والمطالبات ولكن رد الإدارة لم يكن مشجعا أبدا.
وبعد إعتقال قمبر شاكر ذهب الطلبة الى نائب المستشار ومن ثم قاطعوا محاضراتهم وبعدها قاموا بالتظاهر ضد إعتقال قمبر ولكن الحرس الخاص لنائب المستشار قام بفتح النار على الطلبة وتهديدهم ومطالبتهم بالتخلي عن مطالبهم هذه.
وبقي قمبر رهن الإعتقال الغير قانوني ومن دون محاكمة لغاية 22 ابريل 2010 حتى أثبتت المحكمة براءته وتم إطلاق سراحه ، وبعد إطلاق سراحه أكد بأنه تم تعذيبه وبطريقة وحشية فقط لكونه ناشطا في مجال حقوق البلوش التعليمية ولانه رفع صوته لإطلاق سراح المفقودين. ولكون حياته في خطر هنا فقد إضطر الى ترك دراسته والتوجه الى مسقط رأسه بشاهي تمب في تُربت ، وقد كان أكمل فصله الثالث في دراسة بكالوريس الإقتصاد. وبعد فترة هدوء تم إختطافه مرة اخرى ومن منزله في بلدته شاهي تمب مع إبن عمه إرشاد بلوش بتاريخ 26 نوفمبر 2010. وفي 5 يناير 2011 فقدت الأمة البلوشية واحدا من أبنائها الكبار والعظام حين وجدت جثته ممزقة بالرصاص وهي ملقاة على طريق بسني-تربت في منطقة بيدرك(800 كيلومتر عن كويتا) وبجانبه جثة الصحفي البلوشي إلياس نزر.


صديق ومصدر إلهام:
قد تكون علاقتنا مميزة عن علاقة الدم وقد تكون أكثر أهمية كونها علاقة إخترناها بأنفسنا. الأيام التي قضيناها بالجامعة مع عائلتنا من الطلبة البلوش هي أجمل أيام حياتنا ، وقمبر هو عضو من هذه العائلة والذي لا يمكن نسيانه ابدا ، وقد كنا قريبين جدا وكنا نلتقي يوميا. وكان مكان لقائنا المفضل في النُزل حيث كان يسكن هناك على مقربة من فندق الرشيدي وكنا دائما ما نمشي في شوارع كويتا المزدحمة حيث كنا نمازحه ونقول له
"
بچار قمبر ما سنگت شرتءُ باز پزوریں تو باز لاگرءِ ، توھیں گواتءِ بیت ترءَ بال داَنت"
(انظر قمبر نحن جميعا بصحة جيدة وممتازة ، أما أنت فضعيف ونحيلٌ جدا وإذا هبت رياحٌ قوية فستطير معها) 
ولكننا كنا نعرف وقتها ونعرف الآن ونحن نكتب هذا التقرير بأن قمبر كان أفضل منا جميعا نفسيا وعمليا وأن الرياح مهما كانت عاتية أو قوية لا يمكن أن تزعزع إيمانه بقضيته. فقمبر كان رجلا دائما ما يهتم بأصدقائه ويساعدهم دوما وكان رجلا يعتمد عليه وكان رجلا إجتماعيا يحبه الجميع. وعلى الرغم من كونه أصغرنا سنا ولكن بسبب حكمته ومصداقيته وتفانيه في العمل كنا نلقبه بـ"كماش" أي كبيرنا وقائدنا وكان أملنا جميعا.
وبعكس الجميع فإنه لم يكن يهتم بصحته او اي لباس يلبسه وكان يضطر للذهاب الى المستشفى لعمل فحوصات بين فترة واخرى لأنه كان مهملا في مأكله ، لقد كرس نفسه للقضية الوطنية البلوشية حتى إنه لم يكن يجد وقتا ليأكل فيه. لقد كان شاي فندق الرشيدي هو المفضل لديه وكنا دائما ما نجده جالسا هناك مع أصدقائه المقربين قمبر مالك ، خورشيد ، إعجاز زهري ، طارق بلوش و نسيب باديني الذي دائما ما كان يشتري البسكويت بالليمون لهم جميعا.
لقد كان متأثرا ومعجبا بنضال الدكتور الله نزر ، وكونه كان خطيبا بارعا فقد كان معجبا بـ همّل حيدر بلوش( عضو اللجنة المركزية السابق لمنظمة الطلبة البلوش-متحده) الذي كان معلمه في سن المراهقة وأرشده للوعي السياسي. لقد كان قمبر قارئا ومستمعا جيدا ، فقد كان دائما مطلعا بكل جديد وحتى في فترة إعتقاله لم يستطع ترك هوايته المحببه الا وهي القراءة. وحين كان يزوره أصدقائه كان دائما ما يسألهم لجلب الكتب له ، وبعد أن خرج من السجن كان رجلا مثقفا أكثر عن ذي قبل. على الرغم من أنه كان يصادق الناس وبجميع أطيافهم الا إنه كان يفضل مصادقة الأشخاص المثقفين وكان يبادلهم أطراف الحديث عن مختلف من مناحي الحياة وكان يتناقش معهم ويتبادل الأفكار وفي بعض الأحيان يعرض عليهم شِعره البلوشي حتى يبدو رأيهم فيه.
ففي أي حديث او حوار كان دائما ما ينصت اكثر من أن يتكلم ولكنه حينما كان يتكلم فإنه كان يتكلم بكل عقلانية ومنطق ، واذا كان الحديث يدور عن موضوع لا يعرف عنه الكثير فإنه كان يعترف ويقول بإنه لا يعرف الكثير عن هذا الموضوع ولا يبدي رأيه وإنما كان يذهب ويقرأ عن الموضوع ومن ثم ياتي ويبدي رأيه فيه. لقد كان بمثابة زعيم ، وحين تعلمه لأي معلومة جديدة من الكتب أو من خبرته في الحياة فإنه كان يأتي وينقاشه بين أصحابه حتى يعرفوا هم أيضا هذه المعلومة.
وكان دائما ما يشجع الطلبة الآخرين على القراءة ، ولم يكن يجبر الآخرين على تبني أفكاره وإنما كان يقنعهم بالمنطق والأسباب. وكان يسعد جدا حينما يرى الطلبة في جلسة علم يتناقشون فيها ودائما ما كان يقول " يجب علينا إتقان التعليم التكنولوجي في عصر التكنولوجيا وهؤلاء الشباب سوف يكتسبون العلم وسيفيدون الأمة البلوشية" والشي الذي كان يجعله حزينا بأنه كان يقلد تقليدا أعمى بعض الحركات السياسية ولكنه كان يؤمن بضرورة وجود قادة سياسيين نتبعهم ولكن يجب مسائلتهم فيما يقومون به ويجب التفكير قبل فعل أي شي. لقد كان يؤمن بالنقد البناء ، وإذا كان لدينا أي إعتراض على أي حزب سياسي فلا يجب إنتقاده بل يجب أن نقدم البديل المناسب له ونجعل الخيار بيد الشعب ونجعل الوقت الحاكم بيننا ليحكم من كانت سياسته صحيحة ومن كانت سياسته هي الخاطئة. وكان يكره التجمعات التي يتحدث فيه الخطيب وبصوته العالي ويُهين شخصيات سياسية من أحزاب اخرى ، وكان لا يؤيد الذين يقومون بإهانة الشخصيات السياسية على الملأ وبإن هذه الطريقة لن توصلنا الى هدفنا المنشود. لقد كان مثالا للإنسجام بين الأطياف السياسية ، فلم يكن ينتمي الى حزب الطلاب فقط وإنما كان يزور مختلف الأحزاب ويزور زعمائهم المحترمين لكي يأخذ منهم الرأي والمشورة.
وقبل أسابيع من إختطافه للمرة الأخيرة ، عبر عن شعوره بعدم الرضى بالوضع السياسي الحالي وخاصة بوضع منظمة الطلبة البلوش-آزاد ، وكيفية إنتقاد الأحزاب الاخرى وبطريقة مهينة وهذا يسئ للبلوش ووضعهم السياسي وعبر من أنه لا يستطيع العودة للعمل الطلابي كونه مطارد من أجهزة الإستخبارات الباكستانية ولكنه أضاف قائلا " المسؤولية تقع على عاتقي ، فكيف لي أن أتهرب من هذه المسؤولية " وأصر بأنه سيحدث تغييرات إيجابية كثيرة لمنظمة الطلبة البلوش-آزاد كونه عضو في اللجنة المركزية للمنظمة ولكن لسوء الحظ فإن قوى الظلم لم تسمح له بذلك ولكنه إستطاع أن يوصل رسالته للشعب البلوشي لكي يتحد ويطمح لغد أفضل.
لقد أحببناه جميعا وكيف أن القدر قد جلبه الينا ، وكرهنا الظروف التي أخذته منا. مقتل قمبر شاكر دليل على ان قوى الإحتلال تريد ان تحرم الشعب البلوشي خيرة من قادتها والذين يمثلونها خير تمثيل. لا شك في اننا فقدنا رفيقا وقائدا وملهما ، لقد خسرنا بطلا عظيما كان يمتلك رؤية مستقبلية عظيمة. لقد مات قمبر ولكنه سيعيش في قلوبنا للأبد وسيعيش أكثر من الذين قتلوه.  
بقلم : لجنة عمل الطلاب البلوش ، جامعة بلوشستان لتقنية المعلومات والعلوم الإدارية
ترجمة: RedEyeS_BaLocH
عضو في فريق التحرير بمدونة أخبار البلوش وبلوشستان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق