العالم أجمع يعرف أفغانستان ، العراق وفييتنام ولكن عندما اسأل أصدقائي الإشتراكيين عن بلوشستان فإنهم دائما ما يجيبون برد واحد الا وهو " أين تقع بلوشستان" ؟
بلوشستان كانت دائما نقطة جذب للقوى الإمبريالية والرأسمالية بسبب موقعها الجيو-سياسي المهم. فالبلوش دائما ما كانوا يهزمون الدخلاء والاعداء ، وفي 13 نوفمبر 1839 هاجمت قوات الإمبريالية البريطانية قصر حاكم بلوشستان " مهراب خان بلوش " فقاوم مير مهراب خان ورفاقه هذا الهجوم الوحشي حتى آخر قطرة دم ولكن في النهاية أدى هذا الهجوم الوحشى الى إستشهاد المير مهراب خان ورفاقه.
بلوشستان كانت دائما نقطة جذب للقوى الإمبريالية والرأسمالية بسبب موقعها الجيو-سياسي المهم. فالبلوش دائما ما كانوا يهزمون الدخلاء والاعداء ، وفي 13 نوفمبر 1839 هاجمت قوات الإمبريالية البريطانية قصر حاكم بلوشستان " مهراب خان بلوش " فقاوم مير مهراب خان ورفاقه هذا الهجوم الوحشي حتى آخر قطرة دم ولكن في النهاية أدى هذا الهجوم الوحشى الى إستشهاد المير مهراب خان ورفاقه.
وبعدما نجح البريطانيون في القضاء على المير مهراب خان ، قسموا بلوشستان الى ثلاثة أجزاء ورسموا خطين وهميين على الأراضي البلوشية. وفي عام 1873 وقعت الإمبريالية البريطانية إتفاقية مع الدولة الفارسية (ايران حديثا) وبدون علم البلوش وقضت الإتفاقية على منح الدولة الفارسية الجزء الغربي من بلوشستان.
وبعد 20 عاما وفي سنة 1893 رسم البريطانيين خطا وهميا آخراً وسموه بخط دوراند وأعطي بموجبه جزء كبير من شمال بلوشستان لإفغانستان ، ويمثل هذا الخط الحدود الأفغانية-الباكستانية في الوقت الحالي.
الحرب العالمية الثانية صعّبت من وجود بريطانيا كقوة مستعمرة في آسيا وكادوا ان يروا هزيمتهم بأم أعينهم وبهذا قرروا المغادرة ، وبلوشستان اعطيت الحق في أن تقرر مصيرها ، فإما أن تنظم للهند او أن تنظم للدولة القادمة باكستان (ستقتطع من الهند المتحدة) وإما أن تبقى دولة مستقلة ، فإختارت بلوشستان الإستقلال ووافقت جميع الاطراف على ذلك (الهند وبريطانيا وإدارة دولة باكستان القادمة) وتم توقيع إتفاق ثلاثي والإعتراف ببلوشستان كدولة مستقلة وذات سيادة. وقد اعلن حاكم بلوشستان الإستقلال رسميا بتاريخ 11 اغسطس 1947 ( في كل عام يتذكر الشعب البلوشي هذا التاريخ على أمل أن يعودوا كما كانوا كدولة مستقلة وذات سيادة).
وبعد 227 يوما وفي عام 1948 شنت باكستان حملة عسكرية على بلوشستان واحتلتها وتحت تهديد السلاح أجبرت حاكم بلوشستان بتوقيع اتفاق الإنضمام لباكستان ، ولكن الشعب البلوشي لم يقبل بهذا الإحتلال أبدا وبدأ في مقاومة هذا الإحتلال الغاشم. فبعد 49 يوما فقط بدات حرب الإستقلال الأولى بقيادة الأمير عبدالكريم (الشقيق الأصغر لحاكم بلوشستان) ، واخذت هذه الحرب طابع حرب العصابات ، ولكن لسوء الحظ فقد تم خداع الأمير عبدالكريم وإعتقاله بعد تعاون بعض البلوش الخونة (البعض من هؤلاء الخونة كانوا من عائلته).
نواب نوروز خان قاد حرب التحرير الثانية ضد قوات الإحتلال ، ولكن مثل الأمير عبدالكريم فقد تم خداعه وبإسم القرآن الكريم وتم اعتقاله ، ومرة اخرى استخدمت باكستان بعض وجهاء البلوش الطمّاعين (مخبرين للدولة) لخداع نواب نوروز خان ، وتم إدانة أبناء نواب نوروز خان ورفاقه وتم إعدامهم بينما نواب نوروز خان تم زجّه في السجن نظرا لتقدمه في السن وحكم عليه بالسجن مدى الحياة وبعدها توفي نواب نوروز خان هناك بزنزانته.
حرب التحرير لم تتوقف بعد إستشهاد الإمير عبد الكريم ونواب نوروز خان ، ولكن أتباعهم ما زالوا يناضلون ضد قوات الإحتلال ويتابعون مهمتم لتحرير بلوشستان المتحدة.
حاولت باكستان القضاء تماما على حركة التحرير البلوشية ، ففي السبعينات استاعنت باكستان بإيران للقضاء على الثوار البلوش ولكن دون فائدة تذكر ، فحركة التحرير البلوشية ما زالت مستمرة وبنشاط اكثر من أي وقت مضى وقد إجتاحت هذه المرة كل أنحاء بلوشستان وشملت الكل سواءاً كانوا رجالاً أو نساءاً ، صغاراً أو كباراً والكل يساهم في هذه الحرب حسب طاقته.
فمنظمة هيومن رايتس واتش تصف الوضع في بلوشستان بــ " الاستخبارات الباكستانية تختطف وتعذب وفي معظم الأحيان تقتل البلوش فقط لإشتباهها بعلاقة هؤلاء بالقوميين البلوش"
ويعاني الناس في بلوشستان من إضطهاد النظام لهم ، فمنظمات كلجنة حقوق الإنسان في باكستان واللجنة الآسيوية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية تصف الوضع هناك في تقاريرها المفصلة وتضع اللوم على الاستخبارات الباكستانية والقوات الشبه العسكرية كحرس الحدود بانها تقوم بعمليات قتل وإختطاف ضد السياسيين البلوش.
ويعاني الناس في بلوشستان من إضطهاد النظام لهم ، فمنظمات كلجنة حقوق الإنسان في باكستان واللجنة الآسيوية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية تصف الوضع هناك في تقاريرها المفصلة وتضع اللوم على الاستخبارات الباكستانية والقوات الشبه العسكرية كحرس الحدود بانها تقوم بعمليات قتل وإختطاف ضد السياسيين البلوش.
فطائرات F-16 وهيلوكبترات الكوبرا ومعدات عسكرية امريكية اخرى تستخدم ضد الحركة الديموقراطية للشعب البلوشي ، وبعد مقتل أسامة بن لادن في الثاني من مايو 2011 ، ساءت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان.
فقامت باكستان بترحيل بعض المدربين البريطانيين بتاريخ 26 يونيو 2011 والذين وصفتهم بعض الصحف بالمستشارين العسكريين وكانوا متمركزين بقاعدة لحرس الحدود قرب كويتا ببلوشستان بنتها بريطانيا لهم واضافت نفس المصادر الصحفية بإنه طلب من بريطانيا بان تسحب خبرائها وبشكل مؤقت ولدواعي أمنية.
فبريطانيا تدّعي الليبرالية والديموقراطية ولكنها هي نفسها التي تقوم بتدريب القوات الباكستانية التي منخرطة وبشكل مباشر في الإبادة الجماعية للشعب البلوشي. فالنخبة الحاكمة الباكستانية تضمن الدعم من النخب الحاكمة في بريطانيا وامريكا ، والشئ الواضح بان باكستان والإمبرياليين لهم علاقات وطيدة ، فكلاهما يعتمد على الآخر للحفاظ على الأنظمة القمعية.
بلوشستان كانت ضحية الإمبريالية البريطانية من 1839 الى 1947 والآن هي ضحية الرغبات الإمبريالية للولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا واللتان تدعمان وتمولان النظام البربري والوحشي بباكستان.ترجمة: RedEyeS_BaLocH
المصدر: مـن هـنـا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق